الخميس، 15 نوفمبر 2012

منارة بيروت



منارة بيروت


بيروت: فيفيان حداد جريدة الشرق الأوسط 

 بدأت السفن الوافدة إلى شواطئ بيروت تهتدي بضوء منارة جديدة ارتدت حلة عصرية مغايرة لسابقتها معلنة بذلك نهاية قصة حب بدأت قبل 147 عاما.
فمنارة بيروت القديمة التي حجبها بناء ضخم متاخم لها، اتخذ قرار لاستبدالها بمنارة ذات تقنية عالية يصل ارتفاعها إلى ستين متراً تضيء شاطئ بيروت على بعد 18 ميلا، إلا انها في الوقت ذاته ستحيل فيكتور شلبي إلى التقاعد، وهو حارس منارة بيروت القديمة، وقد ورث عمله هذا أباً عن جد منذ عام 1855. وأكد شلبي في اتصال مباشر معه، أنه لا بد ان يشعر بفراغ بسبب إنهاء مدة عمله في الأيام القليلة المقبلة، لا سيما انه تسلم هذا الإرث عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، فبات بمثابة عرق ينبض في قلبه. وبذلك انتقل موقع المنارة الجديدة من منطقة رأس بيروت المتاخمة للجامعة الأميركية إلى بضعة كيلومترات نحو شمال شاطئ الروشة.
وقد زودت المنارة بتجهيزات ومعدات متطورة كنظام سحب الصواعق ونظام آخر لمكافحة الحرائق، وتتضمن المنارة أربع غرف، من المتوقع أن تستثمر لاحقاً بعد تركيب رادارات للإرشاد والملاهي.
أهالي بيروت بدورهم سيودعون منارتهم القديمة التي كانوا يستأنسون بضوئها أثناء انقطاع التيار الكهربائي فيجلسون في ظلالها، يتسامرون ويراقبون في الوقت نفسه حركة البواخر التي تشق البحر وتستدل على طريقها بواسطة ضوء تصل قوته إلى 1000 وات، وينعكس مليون مرة على عدسات خاصة مستوفاة الشروط العالمية للسلامة البحرية.
وشهدت منارة بيروت في السبعينات ازدهاراً ملحوظاً فباتت موقعاً سياحياً يزوره اللبنانيون والأجانب من كل حدب وصوب فأطلق على المنطقة التي تقع فيها، تحبباً، اسم منطقة المنارة.
واليوم مع انتشار المتاجر والمطاعم في تلك المنطقة وتميزها بالأضواء المتلألئة، صارت منارة بيروت بمثابة ذكرى طيبة في بال الأجيال القديمة، مجرد عمود عصري الملامح من الاسمنت يلائم تطلعات الاجيال الشابة أعدت تصميمه «دار الهندسة» ونفذته شركة عربية اخذت على عاتقها دفع نفقات تكاليف البناء الجديد بعدما اعتبرت المسؤولة عن تشييد البناء الذي حجب المنارة القديمة.

صور اكثر هنا

المنارة القديمة




المنارة الجديدة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق